بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أولا” وآخرا” الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
لمايتمتع به بلدنا الحبيب العراق من مكانة حضارية كبرى بين الأمم والحضارات الإنسانية ،وما يمثله عمقه الحضاري وأصالة موروثه وجذوره الضاربة في أعماق التاريخ وانعكاساته الثقافية والمعرفية على حضارات الأمم القديمة ، فأنه بحق يمثل البوابة الأولى للحضارة الإنسانية الكونية .
ورؤيتنا ورسالتنا واهدافنا نستمدها من قوة هذا العمق الحضاري وأهمية أبرازه في كل الميادين العلمية والثقافية والاجتماعية ، ونسعى وبكل ما أوتينا من قوة لتحقيق رسالة ورؤية كليتنا وجامعتنا في السعي الجاد والدؤوب الى تعميق هذا البعد الحضاري في وجدان الإنسان العراقي ليكون ملهما” لتعبئة طاقاته الخلاقة والإرتقاء ببنيته المعرفية وتعزيز الإنتماء لبلدنا العراق الحبيب .
كما نسعى بإخلاص الى الإرتقاء بكلية الآثار الى مصاف الكليات والمراكز العلمية الأكاديمية الرائدة والمتقدمة في العراق والوطن العربي والعالم ، وتوسيع قاعدة المستفيدين من مخرجات كليتنا لتلبية احتياجات سوق العمل العراقي والمساهمة الجادة في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ، من خلال تطوير الدراسات والأبحاث ذات الصلة بالعلوم الآثارية والحضارية ، وتحفيز الشباب العراقي وشد إنتباهه للعناية بأهمية الدراسات الآثارية وضرورة الحفاظ على أرث الأمة العراقية الحضارية ماضيا” وحاضرا” ومستقبلا” وإبراز صورة ذلك التراث العظيم الخالد للعالم الخارجي .
وبذات الوقت سنعمل وبجد على بناء كوادر بشرية متخصصة بعلوم الآثار والحضارة السومرية والبابلية والأكدية والآشورية والإسلامية بكافة مسميات فروعها العلمية ( اللغات القديمة والكتابات المسمارية الأولى – التنقيبات – ترميم الآثار وصيانتها ) وإدخال التقانات الحديثة ومواكبة كل أشكال التطور العالمي في مجال علوم الآثار .
ونجد أن إيجاد وخلق هذه الكوادر العلمية التخصصية في مجال علوم الآثار والحضارة ، لابد أن يكون من بين أولويات سياسة الكلية والجامعة لتكون قادرة مستقبلا” على تبوأ مواقع المسؤوولية في المتاحف العراقية وإدارتها ، سيما في اختصاصات علوم الآثار القديمة ( السومرية – الأكدية – البابلية – الآشورية والحضارة الإسلامية الأصيلة وعلم المتاحف ) ، وإفادة المستشاريات والممثليات الآثارية العراقية والعربية من الخزين العلمي لكوادر كلية الآثار في جامعة ذي قار ، والمساهمة والمشاركة الجادة مع الجهات المناظرة والجهات ذات العلاقة والصلة بمهام الكلية كالهيئة العامة للآثار والتراث وبقية كليات وأقسام الآثار في الجامعات العراقية والهيئات العامة للسياحة والتخطيط للبرامج والأعمال المشتركة في مجال التحريات والتنقيبات الأثرية والتعاون العلمي ، والعمل الجاد للتواصل العلمي مع بقية دوائر ومؤسسات الدولة ، وتنمية برامج التوأمة مع الجامعات العربية والإقليمية والدولية المختصصة بمجالات وحقول الآثار والتراث لتحقيق الأهداف المنشودة .
ولايسعني في الختام إلا أن اشد على أيدي كوادرنا التدريسية المرموقة في كلية الآثار بقسيمها ( الآثار والحضارة القديمة – الآثار والحضارة الإسلامية ) لما يبذلوه من جهد كبير في الرقي بالمستوى العلمي لطلبتنا الأعزاء ، بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة وشحتها ، وللكوادر الإدارية الساندة التي ترفد مسيرة الكلية العلمية وتعزز أداء دورها الريادي في خدمة العلم والمجتمع ، حفظ الله العراق وأهله من كل سوء ….. والله الموفق
أ.د عبدالحسن حنون الجبرة الله
عميد كلية الآثار – جامعة ذي قار
العراق / ذي قار / سوق الشيوخ
23 مايس 2024م